صالح جزرة ثقة إلا أنه قدري وثقة ابن معين وأسند عن الوليد بن مسلم وخلق كثير وروى عنه أبو زرعة الدمشقي وذكره في أهل التقوى وأحمد بن أبي الحواري وغيرهما وأجمعوا على عدالته وديانته المغني محمد بن عايشة أبو جعفر لم يكن يعرف له أب فكان ينسب إلى أمه ويلقبه من يسبه ابن عاهة الدار وعايشة أمه مولاة لكثير بن الصلت الكندي حليف قريش وقيل مولاة لآل المطلب بن أبي وداعة السهمي وأنه كان لغير رشدة وقال محمد كانت أمي ماشطة وكنت إذا) دخلت إلى موضع قالوا ارفعوا هذا لابن عايشة فغلبت على نسبي قال اسحق كان ابن عايشة يفتن كل من سمعه وكان فتيان المدينة قد فسدوا في زمانه بمحادثته ومجالسته وقد أخذ الغناء عن معبد ومالك وما ماتا حتى ساواهما على تقديمه لهما واعترافه لهما بفضلهما وقيل إنه كان ضاربا ولم يكن يجيد الضرب وابتداؤه يضرب به المثل فيقال للمجيد من القراء والمغنين إذا أجاد الابتداء كأنه ابن عايشة وكان ابن عايشة سئ الخلق إذا قال له إنسان تغن قال ألمثلي يقال هذا فإن قال له وقد ابتدأ أحسنت قال ألمثلي يقال أحسنت ثم يسكت وكان قليلا ما ينتفع به فسال العقيق مرة فدخل عرصة سعيد بن العاص الماء حتى ملأها فخرج الناس إليها وخراج ابن عايشة فجلس على قرن البئر فبيناهم كذلك إذ طلع الحسن بنالحسن ابن علي رضي الله عنهم على بغلة وخلفه علامان أسودان كأنهما من الشياطين فقال لهما إمضيا رويدا حتى تفقا بأصل القرن الذي عليه ابن عايشة ففعلا ذلك ثم ناداه الحسن يا ابن عايشة كيف أصبحت قال بخير فداك بي وأمي قال انظر من تحتك فإذا العبدان فقال له أتعرفهما قال نعم قال فهما حران لئن لم تغنني ماية صوت لأمرتهما بطرحك في البئر وهما حران لئن لم يفعلا لأقطعن أيديهما فاندفع ابن عايشة فغنى ماية صوت فيقال إن ابن عايشة لم يسمع الناس منه أكثر مما سمعوا في ذلك اليوم وما رئي يوم أحسن مه وسمعوا منه ما لم يسمعوه وتبادر الناس إليه من المدينة وما حولها لما بلغهم الخبر وتوفي ابن عايشة فيما قيل في أيام هشام بن عبد الملك وقيل في أيام الوليد وقيل أن الغمر بن يزيد خرج إلى الشام فلما نزل قصر ذي خشب شربوا عل سطحه فغنى ابن عايشة صوتا طرب له الغمر فقال أردده فأبى وكان لا يرد صوتا لسوء خلقه فأمر به فطرح من أعلى السطح فمات وقيل بل قام وهو سكران في الليل ليبول فسقط فمات
(١٥٠)