الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
) وقال ابن اللبانى أيضا * تبكي السماء بمزن رايح غادي * على البهاليل من أبناء عباد * منها * عربسة دخلتها النابيات على * أساود منهم فيها وآساد * * وكعبة كانت الآمال تخدمها * فاليوم لا عاكف فيها ولا باد * * يا ضيف أقفر بيت الكرمات فخذ * في ضم رحلك واجمع فضلة الزاد * * ويا مؤمل واديهم ليسكنه * خف القطين وجف الزرع بالوادي * واجتمع من شعرايه عند قبره جماعة وبكره وأنشدوا قصادي في رثايه منهم أبو بحر عبد الصمد قال قصيدة أولها * ملك الملوك أسامع فأنادي * أم قد عدتك عن السماع عوادي * * لما نقلت عن القصور ولم تكن * فيها كما قد كنت في الأعياد * * قبلت في هذا الثرى لك خاضعا * وجعلت قبرك موضع الإنشاد * ولما تولى المعتمد على الله الملك بعد أبيه المعتضد قال علي بن عبد الغني الحصري الضرير * مات عباد ولكن * بقي النجل الكريم * * فكأن الحي ميت * غير أن الضاد ميم * ابن القزاز محمد بن عبادة أبو عبد الله المعروف بابن القزاز من شعراء الذخيرة له اليد الطولي في الموشحات من شعره قوله * ثناؤك ليس تسبقه الرياح * يطير ومن نداك له جناح * * لقد حسنت بك الدنيا وشبت * فأضحت وهي ناعمة رداح * * ثناؤك في طلاها حلي در * وفي أعطافها منه وشاح * * تطيب بذكرك الأفواه حتى * كأن رضابها مسك وراح * ومنه * يا دوحة بظلالها أتفيأ * بلا معقلا آوي إليه وألجأ * * رمدت جفوني مذ حللت هنا ولو * كحلت برؤيتكم لكانت تبرأ * * فخبئت عنك وغنما أنا جوهر * في طي أصداف الحوادث أخبأ) * (لم أخترع فيك المديح وإنما * من بحرك الفياض هذا اللؤلؤ *
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»