فبلغ ذلك ابن رشيق فقال مجيزا * وأنت أيضا أعور أصلع * فصادف التشبيه تحقيق * وهذا في غاية الحسن من عجيب الاتفاق وقال ابن رشيق في حقه في الأنموذج لقد شهدته مرات يكتب القصيدة في غر مسودة كأنه يحفظها ثم يقوم فينشدها وأما المقطعات فما أحصى ما يصنع منها كل يوم بحضرتي صاحيا كان أو سكران ثم يأتي بعد ذلك أكثرها مخترعا بديعا انتهى كلام ابن رشيق ومن شعر ابن شرف قوله من أبيات * ولقد نعمت بليلة جمد الحيا * بالأرض فيها والسماء تذوب * * جمع العشائين المصلي وانزوى * فيها الرقيب كأنه مرقوب * * والكأس كاسية القميص كأنها * لونا وقدرا معصم مخضوب * * هي وردة في خده وبكأسها * تحت القناني عسجد مصبوب) * (مني إليه ومن يديه إلى يدي * فالشمس تطلع بيننا وتغيب * ما وقفت على أتم من هذا المعنى ولا أرشق من هذا اللفظ وهو عندي أحسن وأكمل من قول أبي نواس حيث قال * طالعات من السقاة علينا * فإذا ما غربن يغربن فينا * ومن قول مسلم بن الوليد * ينحسر الليل عن دجاه * وتطلع الشمس في الصواني * ومما سار له وطار وملأ الأقطار قوله * جاور عليا لا تحفل بحادثة * إذا ادرعت فلا تسأل فلا تسأل عن الأسل * * فالماجد السيد الحر الكريم له * كالنعت والعطف والتوكيد والبدل * * سل عنه وانطق به وانظر إليه تجد * ملء المسامع والأفواه والمقل * وأخذ خمسين بيتا مفاريد من قول المتنبي وخمسين بيتا من أشعار العرب وغيرهم ونظم في معنى الماية بيت المذكورة قصيدة من روي اللام ألف وأتى بما في بيت من معنى الحكمة في بيته هو كقول زهير ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
(٨٣)