أحمد بن عبد الله والظاهر أنه الصحيح لأنه كانت كنيته أبا العباس فصيرها أبا العبر ثم كان يزيد فيها في كل سنة حرفا فمات وهو أبو العبر طزد طبك طبري بك بك بك وكان شاعرا ترك الجد وعدل إلى الهزل ويعرف والده بحمدون الحامض حبسه الأمير إسحاق بن إبراهيم الطاهري أمير بغداذ وقال هذا عار على بني هاشم فصاح في المحبس نصيحة لأمير المؤمنين فأخرج فقال له اسحق هات نصيحتك فقال الكشكية أصلحك) الله لا تطيب إلا بكشك فضحك وقال هو فيما أرى مجنون فقال أبو العبر إنما أمتخط حوت فقال ويلك ما معنى قولك فقال أصلحك الله زعمت أنني مججت نون وأنا أمتخط حوت فاطلقه وقال أظنك في حبسك مأثوم فقال لا ولكنك في ماء بصل فقال أخرجوه عني ولا يقيم ببغداذ فهذا عار على أهل البيت وكان في مبدأ أمره صالح الشعر فرأى أن شعره مع توسطه لا ينفق مع أبي تمام والبحتري وأضرابهما فعدل إلى الحمق وكسب بذلك أضعاف ما كسبه كل شاعر بالجد ومن قوله الصالح * لا أقول الله يظلمني * كيف أشكو غير متهم * * وإذا ما الدهر ضعضعني * لم تجدني كافر النعم * * قنعت نفسي بما رزقت * وتناهت في العلى هممي * * ليس لي مال سوى كرمي * وبه أمنى من العدم * قال عبد العزيز بن أحمد كان أبو العبر يجلس بسر من رأى في مجلس يجتمع إليه فيه المجان يكتبون عنه وكان يجلس على سلم وبين يديه بلوعة فيها ماء وحمأة قد سد مجراها وبيده قصبة طويلة وعلى رأسه خف وفي رجليه قلنسيتان ومستمليه في جوف بئر وحوله ثلاثة يدقون بالهواوين حتى تكثر الجلبة ويقل السماع ويصيح مستمليه في البئر ثم يملى عليهم فإن ضحك أحد ممن حضر قاموا فصبوا على رأسه من البلوعة أن كان وضيعا وأن كان ذا مروءة رشوا عليه بالقصبة من مائها ثم يجلس في الكنيف إلى أن ينقضى المجلس فلا يخرج منه حتى يغرم درهمين ومن شعره الصالح * أيها الأمرد المولع بالهج * ر أفق ما كذا سبيل الرشاد * * فكأني بحسن وجهك قد أل * بس في عارضيك ثوب حداد * * وكأني بعاشقيك وقد أب * دلت فيهم من خلطة ببعاد * * حين تنبو العيون عنك كما ين * قبض السمع عن حديث معاد * * فأغتنم قبل أن تصير إلى كا * ن وتضحى في جملة الأضداد *
(٣٢)