محمد الكلوذاني ثم أحمد بن الخصيب وكان حاجبه بليق ثم سلامة الطولوني ونقش خاتمه القاهر بالله المنتقم من أعداء الله لدين الله ولما بويع له يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلث ماية كان ذلك بمشورة مؤنس المظفر قال هذا رجل قد سمى مرة للخلافة فهو أولى بها ممن لم يسم وكأنما سعى مؤنس في حتف نفسه لأنه أول من قتله القاهر وكان سن القاهر يوم بويع ثلثا وثلثين سنة وكانت خلافته سنة وستة أشهر وثمانية أيام ولما توفي ببغداذ دفن في دار محمد بن طاهر وكان يسعى بين الصفوف في الجمع ويقول إيها الناس تصدقوا على من كان يتصدق عليكم تصدقوا على من كان خليفتكم ولما ولي الراضي أوقع القاهر في وهمه بما يلقيه من فلتات لسانه أن له بالقصر دفاين عظيمة من الأموال والجواهر فأحضره وقال ألا تدلني على دفاينك قال نعم بعد تمنع يسير وقال أحفروا المكان الفلاني والمكان الفلاني وجعل يتبع الأماكن التي كان بناها أحسن بناء واصطفاها لنفسه حتى خربها كلها ولم يجدوا شيئا فقال والله ما لي مال ولا كنت ممن يدخر الأموال فقالوا له فلم تركتنا نحرب هذه الأماكن فقال لأني كنت عملتها لا تمتع بها فحرمتموني إياها وأذهبتم نور عيني فلا أقل من أن أحرمكم التمتع بما عملته لي 3 (الجرجاني الوراق محمد بن أحمد أبو الحسن الجرجاني الوراق)) قال ابن المرزبان كان يتشيع وله أشعار يمدح فيها الطالبيين ورأيته سنة تسع وثلث ماية أورد له قصيدة أولها * ألا خل عينيك اللجوجين تدمعا * لمؤلم خطب قد ألم فاوجعا * * وليس عجيبا أن يدوم بكاهما * وأن يمتري دمعيهما الوجد أجمعا *) منها * بكته سيوف الهند لما فقدنه * وآضت جياد الخيل حسرى وظلعا * * وكان قديما يرتع البيض في الطلى * فأصبح للبيض المباتير مرتعا * * لقد عاش محمودا كريما فعاله * ومات شهيدا يوم ولي فودعا * هذه القصيدة رثى بها ليلى بن النعمان الديلمي الخارج بنيسابور توفي سنة ثمان وثلث ماية أبو نصر العسقلاني محمد بن أحمد أبو نصر العسقلاني الكناني أورد له ابن المرزباني * تركتني رحمة أبكي ويبكي لي * تراك أفكرت يوم البين في حالي * * أذال فقدك أوصالي فلو خرجت * نفسي لما علمت بالبين أوصالي *
(٢٧)