الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ٢١
أسمع منه ما لم أطلع عليه من الديوان وأما الرقي والعزايم فيحفظ منها جملا كثيرة وله اليد الطولى في الروحانيات والطلاسم وما يدخل في هذا الباب وقرأت عليه من تصانيفه إرشاد القاصد إلى آسنى المقاصد واللباب في الحساب ونخب الذخاير في معرفة الجواهر وغنية اللبيب عند غيبة الطبيب ومما لم اقرأه عليه من تصانيفه كتاب كشف الرين في أمراض العين وله نظم أنشدني منه من لفظه لنفسه * ولقد عجبت لعاكس للكيميا * في طبه قد جاء بالشنعاء * * يلقى على العين النحاس يحيلها * في لمحة كالفضة البيضاء * وله تجمل في بيته وملبسه ومركوبه من الخيل المسومة والبرة الفاخرة ثم أنه اقتصر وترك الخيل وآلى على نفسه أنه لا يطب أحدا إلا في بيته أو في البيمارستان أو في الطريق وله اليد الطولى في معرفة الأصناف من الجواهر والقماش والآلات وأنواع العقاقير والحيوانات وما يحتاج إليه البيمارستان المنصوري بالقاهرة لا يشترى ولا يدخل إلى البيمارستان إلا بعد عرضه عليه فإن أجازه اشتراه الناظر وأن لم يجزه لم يشتر البتة وهذا اطلاع كثير وخبرة تامة فإن المارستان يريد كل ما في الوجود مما يدخل في الطب والكحل والجراح وغير ذلك وأما معرفة الرقيق من المماليك والجواري فإليه المآل في ذلك ورأيت المولعين بالصنعة يحضرون إليه ويذكرون له وما وقع لهم من الخلل في أثناء أعمالهم فيرشدهم إلى الصواب) ويدلهم على اصلاح ذلك الفساد ولم أره يعوز شيئا من كمال الأدوات غير أن عربيته ضعيفة وخطه أضعف من مرضى مارستانه ومع ذلك فله كلام حسن ومعرفة جيدة بأصول الخط المنسوب والكلام على ذلك وتوفي رحمه الله تعالى في طاعون مصر سنة تسع وأربعين وسبع ماية وتألمت لفقده رحمه الله تعالى 3 (كمال الدين ابن رفاعة القوصي محمد بن إبراهيم بن محمد ابن علي بن رفاعة كمال الدين)) أبو الفتوح القوصي عالم مفنن يعرف الفقه والأصلين والنحو واللغة والتفسير تولى الحكم بالأعمال القوصية سنين كثيرة ومدحه الأديب الفاضل علي بن صادق بن علي بن محمد الخزرجي بمدايح جمعها في كتاب وقفاها وعمل فيها مقدمة وصفه فيها بنظم ونثر وهو كتاب كبير قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي مولده بقوص سنة أربعين وخمس ماية وتوفي سنة ست وتسعين وخمس ماية 3 (ابن الجاموس الشافعي محمد بن إبراهيم بن رافع بن هبة الله شهاب الدين أبو عبد الله)) الغساني الحموي الفقيه الشافعي المدرس الواعظ المعروف بابن الجاموس درس بمشهد الحسين بالقاهرة وخطب بجامعها وبالقدس بعد القاضي محيي الدين ابن الزكي ودرس بها وتفقه ببغداذ وتوفي رحمه الله بحماة في العشر الأوسط من شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وست ماية وفيه يقول ابن عنين وقد تجادل مع ابن البغل الفقيه
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»