الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٨
* زعم الأوايل إنما * تبدو الذوايب للكواكب * * وتوهموا الفلك المع * ظم اطلسا ما فيه ثاقب * * أتراهم لم ينظروا * ما في الزمان من العجايب * * كم من هلال قد بدا * في اطلس وله ذوايب * وقال في رنك الأفرم وكان سيفا أحمر على مسن في بياض * ملك له في الله وجه أبيض * وبعدله في الناس عيش أخضر * * وبرنكه اللونان مد عليهما * لعداته في الحرب سيف أحمر * وقال بمصر يتشوق إلى دمشق * لي نحو ربعك دايما يا حلق * شوق أكاد به جوى أتمزق * * وهمول دمع من جوى بأضالعي * ذا مغرق طرفي وهذا محرق * * اشتاق منك منازلا لم أنسها * أني وقلبي في ربوعك موثق * * طلل به خلقي تكون أولا * وبه عرفت بك لما أتخلق) * (وقف عليك لذا التأسف والبكى * قلبي الأسير ودمع عيني المطلق * * ادمشق لا بعدت ديارك عن فتى * أبدا إليك بكله يتشوق * * أنفقت في ناديك أيام الصبي * حبا وذاك أعز شئ ينفق * * ورحلت عنك ولى إليك تلفت * ولكل جمع صدعه وتفرق * * فاعتضت عن أنسي بظلك وحشة * منها وهي جلدي وشاب المفرق * * فلبست ثوب الشيب وهو مشهر * ونزعت ثوب الشرخ وهو معتق * * ولكم اسكن عنك قلبا طامعا * بوعود قربك وهو شوقا يخفق * منها * والريح تكتب في الجداول أسطرا * خط له نسخ النسيم محقق * * والطير يقرأ والنسيم مردد * والغصن يرقص والغدير يصفق * * ومعاطف الأغصان غنتها الصبا * طربا فذا عار وهذا مورق * * وكأن زهر اللوز أحداق إلى ال * زوار من حلل الغصون تحدق * * وكأن أشجار الغياض سرادق * في ظلها من كل لون نمرق * * والورد بالألوان يجلو منظرا * ونسيمه عطر كمسك يعبق * * فبلابل منها تتهيج بلابل * ولذاك أثواب الشقيق تشقق * * وهزاره يصبو إلى شحروره * ويجاوب القمري فيه مطوق *
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»