تعالى فحفظ جانبا جيدا من الخلاصة لابن مالك ثم كان يحل في التسهيل على والده واعرفه يقرأ في الحاوي وكان والده قد جعله ينوب في الخطابة عنه وهو أمرد في سن سبع عشرة سنة أو ما حولها فجود الخطابة وأداها بفصاحة معروفة من أصله وكان والده كان تفرس ذلك فلما توفي فجاءة على ما يأتي في ترجمته قدم فصلى على أبيه ورسم له الأمير سيف الدين ارقطاى بالخطابة وتنجز له توقيعا من السلطان فمهر وجاء خطيبا عديم المثل وتوفي والده وهو عار من الكتابة والعلم إلا أنه عنده خماير كانت تمر على سمعه فانتخى لنفسه وجود فكتب جيدا ونظم ونثر واكب على) المطالعة والاشتغال فجاء كاتبا ماهرا وسمع على الشيخ أبي الحسن علي بن الصياد الفاسي الآتي ذكره في مكانه أن شاء الله تعالى وسمع من لفظي بعض مصنفاتي وكتب بعض مجاميعي وحضر إلى دمشق أيام الفخري وولاه كتابة الدرج بصفد سنة اثنتين وأربعين وسبع ماية في رمضان فكتبت له توقيعا بذلك ونسخته رسم بالأمر العالي لا زال يزيد بدور أوليايه كمالا ويفيد سفور نعمايه جمالا ويعيد وفور الآية على من بهر بفوايده التي غدا سحر بيانها حلالا أن يرتب المجلس السامي الكمالي في كذا لأنه الأصيل الذي ثبت في النسب الأموي ركنه وتفرع في الدوحة العثمانية غصنه وكمل قبل بلوغ الحلم حلمه فلم يكن في هضبات الأبرقين وزنه وألف حين أشبل غاب المجد حتى كأنه كنه والبليغ الذي تساوى في البديع نظمه ونثره وخلب العقول من كلامه سحره وفاق زهر الليالي لآلئه ودرارئها دره والفاضل الذي القى إليه العلم فضل الرسن ومج السهاد فم جفنه وغيره قد ذر الكسل فيها فترة الوسن وبرع في مذهبه للشافعية به كما للحنفية محمد بن الحسن والخطيب الذي يلعو صهوة المنبر فيعرفه وأن لم يضع العمامة ويطمئن له مطاه حتى كان بينه وبين علميه علامة ويبرز في سواد شعاره بوجه يخجل البدر إذا بدا في الغمامة ويود السمع إذا أطاب لو أطال فإنه ما سامه سآمة ويغسل درن الذنوب إذا أية بالناس وذكر أهوال القيامة ويتحقق الناس أن كلامه روض ومنبره غصن وهو في أعلاه حمامة فليباشر ذلك مباشرة هي في كفالة مخايله وملام شمايله ومطامح الآمال في نتيجة المقدمات من أوايله وليدبج المهارق بإقلامه التي تنفث السحر في العقد وتشب برق الإسراع حتى يقال هذا الجمر وقد وقد وتنبه على قدر هذا الفن فإنه من عهد والده خمل وخمد وتنبيه فإنه ما رقا لما رقد ليسر ذلك الليث الذي شب له منه شبله وذلك الغيث الذي فض له فضله والوصايا كثيرة وهو غنى عن شرحها ملى بحراسة سرحها فلا يهدى إلى هجره منها تمرة ولا يلقى إلى بحره منها درة ولكن تقوى الله تعالى أهم الوصايا واعمم نفعا مما في حنايا الزوايا من الخبايا وهو بها يأمر الناس على المنابر والآن تنطق بها السنة أقلامه من أفواه المحابر فليكن بها أول مأمور وأولى متصف أسفر له صبحها من سواد الديجور والله يزيده فضلا ويفيده من القول المحكم فصلا والخط الكريم أعلاه حجة بمقتضاه وكتب إلى الخطيب كمال الدين محمد بن الحسن مع ياسمين أهداه
(٢٧١)