الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ٦
وست ماية قال ابن أبي اصيبعة في تاريخ الأطباء كان والده اندلسيا قدم دمشق وأقام بها إلى أن توفي ونشأ ولده المذكور واشتغل على مهذب الدين الدخوار وكان جيد الفهم غزير العلم لا يخلى وقتا من الاشتغال حسن المحاضرة خدم الملك الأشراف ابن العادل إلى حين وفاته ثم خدم بالبيمارستان النوري قال الشيخ قطب الدين اليونيني وكان يعاني مشتري المماليك الملاح بأوفر الآثمان وعنده الخيول والغلمان وهو كثير التجمل وخلف عدة أولاد وكان بعضهم بالرحبة وقال فيه الموفق الحكيم المعروف بالورن لما تولى رياسة الطب) * رياسة الطب غدا حكمها * وكل جزء منه للكلى * * كأنه قا آن في طبه * يسقى شراب الموت بالمغلى * 3 (عز الدين ابن شداد الحلبي محمد بن إبراهيم)) وقيل محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد عز الدين أبو عبد الله الحلبي ولد بحلب سادس ذي الحجة سنة ثلث عشرة وست ماية وتوفي سنة أربع وثمانين وست ماية ودفن من الغد بسفح المقطم كان رئيسا حسن المحاضرة صنف تاريخا بحلب وسيره للملك الظاهر وكان من خواص الملك الناصر وترسل عنه إلى هولاكو وغيره من الملوك واستوطن الديار المصرية بعد أخذ التتار حلب وكانت له مكانة عند الملك الظاهر بيبرس والملك المنصور قلاوون وحرمته وافرة وله توصل ومداخلة وعنده بشر كثير ومسارعة إلى قضاء حوايج من يقصده التميمي الكموني محمد بن إبراهيم التميمي الكموني ذكره ابن رشيق في الأنموذج فقال شاعر فصيح لفاظ حسن التقسيم جيد الترسيم جزل الشعر ظاهر البلاغة عالم بأسرار الكلام إذا ركب معنى أجاده وله في المعاتبات مذهب مليح وأورد له من نظمه * إليك ابن باديس إلى حين قوست * قناتي وأفشى الدهر غرة ادهمى * * قطعت نياط الأرض من بعد مظلم * مضيئا وما فيه عصي لمخيم * * تبسم لما حله الليث باكيا * ولولا بكاء الليث لم يتبسم * وأورد له أيضا * طربت لذكرى منك هزت جوانحي * كما يطرب النشوان كأس مدام * * وما زال بي ذكراك في كل ساعة * وشخصك حتى كنت طيف منامي * * وما ذكرتك النفس إلا أصابها * كلذع ضرام أو كوخز سهام * * وأن حديثا منك أحلى مذاقة * من الشهد ممزوجا بماء غمام *
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»