وتوفي رحمه الله في ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة إحدى وخمسين وسبع ماية قاضى القضاة المالكية بمصر محمد بن أبي بكر بن عيسى قاضي القضاة تقي الدين الأخنائي الحاكم بالديار المصرية المالكي أجاز لي في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وسبع ماية محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدايم المقدسي سمع الكثير من جده ومن محمد بن إسماعيل خطيب مردا وأجاز لي بخطه سنة ثمان وعشرين وسبع ماية بدمشق وتوفي رحمه الله في رابع شهر ربيع الأول سنة ست وثلثين وسبع ماية وسيأتي ذكر جده في الأحمدين مكانه بدر الدين القلانسي الطبيب محمد بن بهرام بن محمد القلانسي هو بدر الدين محمد السمرقندي قال ابن أبي أصيبعة مجيد في صناعة الطب وله عناية بالنظر في معالجات الأمراض ومداواتها وله من الكتب كتاب الانقرا باذين وهو تسعة وأربعون بابا قد استوعب) فيه ذكر ما يحتاج إليه من الأدوية المركبة وجمع أكثر ذلك من الكتب المعتمد عليها مثل القانون والحاوي والكامل والمنصورى والذخيرة والكافية انتهى كلامه ولم يذكر وفاته الملك جمال الدين ابن تاج الملوك محمد بن بوري بن طغتكين الملك جمال الدين أبو المظفر تاج الملوك صاحب دمشق ولاه أبوه بعلبك وتسلم دمشق لما قتل أخوه وكان سيئ السيرة مات سنة أربع وثلثين وخمس ماية في شعبان ولم تطل مدته السعيد بن الظاهر محمد بن بيبرس السلطان الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي بركة خان ابن السلطان الملك الظاهر ولد سنة ثمان وخمسين في صفر بالعش من ضواحي القاهرة سلطنه أبوه وهو ابن خمس سنين أو نحوها وبويع بالملك بعد والده وهو ابن ثمان عشرة وكان شابا مليحا كريما فيه عدل ولين وإحسان إلى الرعية ليس في طبعه ظلم ولا عسف يحب الخير ويفعله قدم بالجيوش دمشق في ذي الحجة سنة سبع وعملت لمجيئه القباب ولكونه شابا عجز عن ضبط الأمور فخلع من السلطنة وعمل بذلك محضر واطلقوا له سلطنة الكرك فسار إليها بأهله ومماليكه فلما استقر بها قصده جماعة من الناس فكان ينعم عليهم ويصلهم وكثروا عليه فانفد كثيرا من حواصله فبلغ ذلك السلطان الملك المنصور فتأثر منه ولعب بالكرة فتقطر وحصل له بذلك حمى شديدة توفي منها بعد أيام سنة ثمان وسبعين وست ماية وله عشرون سنة وأشهر ويقال أنه سم ودفن عند جعفر الطيار ثم نقل إلى تربته بدمشق ودفن عند والده بعد سنة وخمسة أشهر ووجدت عليه امرأته بنت السلطان الملك المنصور قلاوون وجدا شديدا ولم تزل باكية عليه إلى أن ماتت بعده بمدة قريبة وترتب بعده في مملكة الكرك أخوه الملك المسعود خضر مديدة وحبس
(١٩٧)