تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ٥٣
وكان من كبار الأمراء بالقاهرة، فقبض عليه وعلى جماعة عزموا على سلطنته.
[الحرب بين أمير مكة وعمه] وفي جمادى الأولى ورد الخبر أن أبا نمي محمد بن سعد بن علي بن قتادة أمير مكة تواقع هو وعمه إدريس، فاستظهر إدريس عليه وتفرد بإمرة مكة.
وذهب أبو نمي إلى ينبع، فاستنجد بصاحبها، وجمع قصد مكة، فالتقيا، فحمل أبو نمي على عمه فطعنه رماه، ونزل فذبحه، واستبد بإمرة مكة.
[فتح حصن الأكراد] وفي جمادى الآخرة خرج السلطان بالجيش لقصد حصن الأكراد، فبدأ بالإغارة على اللاذقية، والمرقب، ومرقية، وتلك النواحي، وافتتح في ذلك صافيتا، والمجدل، ثم نزل على حصن الأكراد في تاسع عشر رجب، ونصبت المجانيق والستائر. وللحصن ثلاثة أسوار فأخذت الباشورة بعد يومين، وأخذت الباشورة الثانية في سابع شعبان. وفتحت الثالثة الملاصقة للقلعة في نصف شعبان، وكان المحاصر لها الملك السعيد، وبيليك الخزندار، وبيسري الصالحي، ودخلوا البلد بالسيف، فأسروا من فيه من الجبلية والفلاحين، ثم أطلقهم السلطان، وتسلم القلعة في الخامس والعشرين من شعبان بالأمان، وترحل أهلها إلى طرابلس. ثم رتب الأفرم لعمارة الحصن، وصيرت الكنيسة جامعا.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»