تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ٦٤
فأنكر, فحلفه, فحلف متأولا. فكبس بيته، فوجد فيه كثير مما قيل، لكن أصحابها أحياء، ومنهم من مات وله وارث، فأخذ من ذلك زكاته مدة سنتين, وحنق عليه السلطان وحبسه، فتسلط عليه شبيب، وادعى أنه حشوي, وأنه يقدح في الدولة، وكتب بذلك محضرا. وسافر السلطان إلى الشام. ثم عقد مجلس بحضرة الأمير بدر الدين بيليك الخزندار, فاستدعي بالشهود والذين في المحضر، فرجع بعضهم في الشهادة وشهد الباقون، فأخرق بهم وجرحهم، وتبين للخزندار تحامل شبيب فحبسه، واحتاط على موجوده، وأعيد الشيخ شمس الدين إلى الحبس بالقلعة، فأقام بها سنتين إلى أن أفرج عنه في نصف شعبان من سنة اثنتين وسبعين. ولولا عناية الخزندار به ومحبته له لكان شيئا آخر.
[شن الغارات على بلاد عكا] وأما السلطان فسار إلى الشام وشن الغارات على بلاد عكا فراسلوه، وطلبوا الصلح فصالحهم عشر سنين، ثم دخل دمشق.
[تخريب التتار سور حران] وفي رمضان جاءت طائفة من التتار, فأخربوا شرفات سور حران وبعض أسواقها، ونقلوا كثيرا من أخشابها واستاقوا معهم أهلها وأخليت ودثرت بالكلية.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»