تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ٥٥
[مهادنة صاحب طرابلس] ثم خيم في رابع شوال على طرابلس، فسير إليه صاحبها يسأل عن سبب قصده فقال: لأرعى زرعكم وأخرب بلادكم، ثم أعود لحصاركم. فبعث إليه يستعطفه، ثم هادنه عشر سنين.
[السيل بدمشق] وفي شوال جاء دمشق سيل عظيم مهول هدم البيوت. وأخذ النزال من الحجاج الروميين بين النهرين وجمالهم، وغرق جماعة. وذهب للناس شيء كثير.
وكان ذلك بالنهار والشمس طالعة، والمشمس قد شرع، فغلقت أبواب المدينة، وطغى الماء وارتفع حتى بلغ أحد عشر ذراعا، وارتفع عند باب الفرج ثمانية أذرع، وكادت دمشق أن تغرق. وسدت الزيادة الأنهار بطين أصفر، ودخل الماء إلى البلد، وخرب خان ابن المقدم، وطلع الماء فوق أسطحة كثيرة عند جسر باب توما، حتى بلغني أنه وجد فوق سطح سمكة ميتة، واصطادوا السمك
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»