تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ١٧
[فتح قيسارية وأرسوف] قال: وفي ربيع الآخر توجه السلطان بالعساكر إلى قيسارية فحاصرها، وافتتحها عنوة في ثامن جمادى الأولى، وامتنعت القلعة عشرة أيام وأخذت، وهرب من فيها إلى عكا، فخربها السلطان، وأقطع قراها.
ثم سار فنازل أرسوف، ونصب عليها المجانيق إلى أن تداعى برج تجاه الأمير بليك الخزندار، فهجم البلد بأصحابه على غفلة، ووقع القتل والأسر، وذلك في ثاني عشر رجب. ثم هدمت، وعاد السلطان، وزينة القاهرة.
[اتهام النصارى بحريق الباطنية] وفيها أحرق بحارة الباطنية بالقاهرة حريق كبير، ذهب فيه ثلاثة وستون دارا. ثم كثر بعد ذلك الحريق بالقاهرة، واحترق ربع العادل وغير ذلك، فكانت توجد لفائف مشاق فيها النار والكبريت على الأسطحة. وعظم ذلك على الناس، واتهموا بذلك النصارى، وقدم السلطان فهم باستئصال النصارى واليهود، وأمر بجمع الأحطاب والحلفا في حفيرة ليحرقوا فيها. ثم كتفوا ليرموا في الحفيرة، فشفع فيهم الأمراء، وأمروهم أن يشتروا أنفسهم، فقرروا عليهم خمسمائة ألف دينار يقومون منها في العام بخمسين ألف دينار.
وضمنهم الحبيس، وكان كاتبا ثم ترهب، وأقام بجبل حلوان. فيقال إنه وجد
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»