تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٥٠
حولها. وظفر أصطول المسلمين بأصطولهم فغنموا جميع المراكب بمن فيها.
واجتمع إلى الفرنسيس خمسمائة فارس من أبطال الفرنج وقعد في حوش المنية، وطلب الطواشي رشيد، والأمير سيف الدين القيمري، فحضروا إليه، فطلب منهم الأمان على نفسه وعلى من معه، وأن لا يدخلوا بين السوقة والرعاع، فأجاباه وأمناه، وهرب باقي الفرنج على حمية، وأحدق المسلمون بهم وبقوا جملة واحدة حملة وحملة حتى أبيدت الفرنج، ولم يبق منهم سوى فارسين رفسوا بخيولهم في البحر فغرقوا، وغنم المسلمون منهم ما لا يوصف، واستغنى خلق. وأنزل الفرنسيس في حراقة، وأحدقت به مراكب المسلمين تضرب فيها الكوسات والطبول، وفي البر الشرقي أطلاب العساكر سائرة منصورة، والبر الغربي فيه العربان والعوام في لهو وسرور بهذا الفتح العظيم، والأسرى تقاد في الحبال.
فذكر سعد الدين في تاريخه أن الفرنسيس لو أراد أن ينجو بنفسه خلص على خيل سبق أو في حرامة، لكنه أقام في الساقة يحمي أصحابه، وكان في
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»