تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ١٨٦
وبمرو من: أبي المظفر عبد الرحيم بن السمعاني، ومحمد بن إسماعيل الموسوي، وأبي جعفر محمد بن محمد السنجي، ومحمد بن عمر المسعودين وجماعة.
ودخل الشام في سنة سبع عشرة أو قبلها فسمع من: الموفق شيخ الحنابلة، وزين الأمناء، وأخيه المفتي فخر الدين.
وسمع بحلب من: أبي محمد ابن الأستاذ.
وقد ورد دمشق قبل ذلك، وسمع من: القاضي جمال الدين بن الحرستاني.
وسمع بحران من: الحافظ عبد القادر.
ثم في النوبة الثانية درس بالقدس بالمدرسة الصلاحية، فلما خرب المعظم أسوار القدس قدم دمشق وولي تدريس الرواحية.
وولي سنة ثلاثين مشيخة الدار الأشرفية، ثم تدريس الشامية الصغرى.
وكان إماما بارعا، حجة، متبحرا في العلوم الدينية، بصيرا بالمذهب ووجوهه، خبيرا بأصوله، عارفا بالمذاهب، جيد المادة من اللغة والعربية، حافظا للحديث متفننا فيه، حسن الضبط، كبير القدر، وافر الحرمة مع ما هو فيه من الدين والعبادة والنسك والصيانة والورع والتقوى. فكان عديم النظر في زمانه.
قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير، والحديث، والفقه، وله مشاركة في فنون عدة، كانت فتاويه مسددة، وهو أحد أشياخي الذين انتفعت بهم. وكان من العلم والدين على قدم حسن. أقمت عنده للاشتغال ولازمته سنة اثنتين وثلاثين. وقد جمعت فتاويه في مجلدة. وله إشكالات على الوسيط.)
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»