تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ١٢٨
أحد، وكسرت ساقاه ومات تحت الضرب، وألقي في مقابر النصارى، فأكلته الكلاب وصار عبرة.
قلت: وبلغني أن سبب هلاك الرفيع وهذا أن الناس استغاثوا إلى الصالح إسماعيل من الرفيع ورافعوه، وكثرت الشنائع، فخاف الوزير السامري، وعجل بهلاكهما ليمحو التهمة عن نفسه ويرضي الناس، ولئلا يقرا عليه.
وقيل إن السلطان كان عارفا بالأمور، فالله أعلم. ولم يعد الناس قضية الرفيع وقتله محنة بل) نعمة، نسأل الله الستر والعافية.
وكان القبض عليه في آخر سنة إحدى وأربعين.
وذكر واقعته في سنة اثنتين ابن الجوزي، وغيره، فإن فيها اشتهر إعدامه.
وقال الإمام أبو شامة: وفي ذي الحجة سنة إحدى قبض على أعوان الرفيع الجيلي الظلمة الأرجاس وكبيرهم الموفق حسين الواسطي ابن الرواس، وسجنوا ثم عذبوا بالضرب والعصر والمصادرة. ولم يزل ابن الرواس في العذاب والحبس إلى أن فقد في جمادى الأولى سنة اثنتين.
قال: وفي ثاني عشر ذي الحجة أخرج الرفيع من داره وحبس بالمقدمية.
قال: ثم أخرج ليلا وذهب به فسجن بمغارة أفقة من نواحي البقاع، ثم انقطع خبره. وذكروا أنه توفي، منهم من قال: ألقي من شاهق. وقيل خنق.
وولي القضاء محيي الدين ابن الزكي.
قال ابن واصل: حكى لي ابن صبح بالقاهرة أنه ذهب بالرفيع إلى رأس شقيف، فعرف أني أريد رميه، فقال: بالله عليك أمهل حتى أصلي ركعتين. فأمهلته حتى صلاهما ثم رميته فهلك.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»