تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٦ - الصفحة ٨٥
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
قدم مصر، وأقام بها مدة. وتفقه عليه جماعة.
وكان كيسا، لطيفا، متواضعا، بصيرا بالمذهب.
4 (محمود بن همام بن محمود.)) الفقيه، الإمام، الزاهد، المحدث، عفيف الدين، أبو الثناء، الأنصاري، الدمشقي، المقرئ، الضرير.
روى عن: يحيى الثقفي، وإسماعيل الجنزوي، وبركات الخشوعي، وعبد الرحمن ابن الخرقي، والقاسم بن عساكر، وابن طبرزد، وجماعة. ولازم الحافظ عبد الغني كثيرا، وأخذ عنه السنة.
قرأت بخط الضياء المقدسي: وفي يوم الأحد ثالث عشر ربيع الآخر توفي الشيخ الإمام العالم الزاهد أبو الثناء محمود بن همام، ودفن من يومه بالجبل. وكان الخلق في جنازته كثيرا جدا.
وما رأينا من أئمة الشافعية مثله. ما كان يداهن أحدا في الحق، ويتكلم عند من حضره بالحق من أمير، أو قاض، أو فقيه. ولأهل السنة كان مجدا وناصرا، فرحمة الله عليه ورضوانه.) وقرأت في ترجمته بخط محمد بن سلام: جمع الله فيه كل خلة مليحة، واحتوى على كل فضيلة مع دماثة الأخلاق، وطيب الأعراق. وكان فقيها، محققا، مدققا، حسن الأداء للقرآن.
وانتفع بع عالم عظيم. وقرأوا عليه القرآن. وكان طويل الروح على التلقين. وكان قد جمع مع هذا الزهد العظيم، والورع الغزير، كان صائم الدهر، ملازما للجامع، ما كان يخرج منه إلا بعد العشاء ليفطر، ويعود إليه سحرا.
قلت: روى عنه الضياء حكايات. وحدثنا عنه الشرف ابن عساكر. وأجاز للشيخ علي القارئ، وفاطمة بنت سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وغيرهم.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»