تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٦ - الصفحة ٢٩٧
تفاريقها، وتحقق بكثير منها، مع بلاغة في النظم والنثر. وكان من رجالات الأندلس وأهل الكمال. زهد في أول أمره، وأقبل على الآخرة، ثم مالت به الدنيا وقدم لولاية مرسية، فلم تحمد سيرته، فعزل عنها، ثم صارت إليه رئاستها آخرا فدبرها ودعا لنفسه. قتل بعد صلاة التراويح في رمضان، وعاش سبعا وستين سنة.
4 (عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم.)) أبو عبد الرحيم، العدوي، النصيبي.
شيخ أهل نصيبين، ولد بها في سنة خمس وستين وخمسمائة. وهو من بيت مشيخة وصلاح.
وكان جده عسكر من أهل الدين والحديث.
وهذا ذكره ابن الحاجب، فقال: شيخ زاهد، عابد، يقصده القراء من البلاد، وله بر ومعروف، وفيه صلاح وجهاد، ومعرفة بكلام القوم. رحل وسمع من: عبد العزيز بن منينا، وسليمان الموصلي، وإسماعيل بن سعد الله بن حمدي. وسمع بهمذان من عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني، وبمصر من أصحاب عبد الله بن رفاعة، وبالموصل وحران. وسمع معنا. وكان يطوف ويكتب بنفسه. وهو حريص على الحديث. وله إجازة من الحافظين أبي بكر الحازمي وأبي الفرج ابن الجوزي. وكان كثير التواضع، جوادا على الإضافة.
وقال المنذري: حدث ببغداد ونصيبين ودمشق. وجمع مجاميع. ولنا فيه إجازة. وتوفي في المحرم.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»