تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٢ - الصفحة ٤٥٧
سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني قال: رأيت البارحة الكمال عبد الرحيم، يعني أخي، وعليه ثوب أبيض. فقلت: أين أنت قال: في جنة عدن. فقلت: أيما أفضل الحافظ عبد الغني، أو الشيخ أبو عمر قال: ما أدري، وأما الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب له كرسي تحت العرش، ويقرأ عليه الحديث، وينثر عليه الدر، وهذا نصيبي منه. وكان من كمه شيء، وقد أمسك بيده على رأس الكم.
وسمعت عبد الله بن الحسن بن محمد الكردي. بحران قال: رأيت الحافظ في المنام، فقلت له: يا سيدي، أليس قد مت فقال: إن الله أبقى علي وردي من الصلاة. أو نحو هذا.
وسمعت القاضي أبا حفص عمر بن علي الهكاري بنابلس يقول: رأيت الحافظ عبد الغني في النوم كأنه قد جاء إلى بيت المقدس، فقلت: جئت غير راكب فقال: أنا حملني النبي صلى الله) عليه وسلم.
سمعت الحافظ أبا موسى قال: حدثني رجل من أصحابنا قال: رأيت الحافظ في النوم، وكان يمشي مستعجلا، فقلت: إلى أين قال: أزور النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: وأين هو قال في المسجد الأقصى. فإذا النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه. فلما رأى الحافظ قام صلى الله عليه وسلم له وأجلسه إلى جانبه.
قال: فبقي الحافظ يشكو إليه ما لقي، ويبكي ويقول: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت في الحديث الفلاني، والحديث الفلاني، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صدقت يا عبد الغني، صدقت يا عبد الغني.
سمعت أبا موسى قال: مرض والدي مرضا شديدا منعه من الكلام والقيام ستة عشر يوما.
وكنت كثيرا ما أسأله: ما تشتهي فيقول: أشتهي الجنة، أشتهي رحمه الله. ولا يزيد على ذلك.
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»