تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٥٤
ويوم وصول ملك الألمان إلى عكا ركبت الفرنج وأظهروا قوة وأرجفوا، وحملوا على يزك المسلمين، فركب السلطان، ووقع الحرب، ودام إلى الليل وكانت الدائرة على الكفار، ولم يزل السيف يعمل فيهم حتى دخلوا خيامهم. ولم يقتل من المسلمين إلا رجلان، لكن جرح جماعة.
ولما مات طاغية الألمان حزنت عليه الفرنج، وأشعلوا نيرانا هائلة بحيث لم يبق خيمة إلا أوقد فيها النار. ومات لهم كند. عظيم، ووقع الوباء فيهم المرض، ومرض كندهري، وصار يموت في اليوم المائة وأكثر في معسكرهم. وأستأمن منهم خلق عظيم، أخرجهم الجوع، وقالوا للسلطان: نحن نركب البحر في مراكب صغار، ونكسب من النصارى، ويكون الكسب لنا ولك.
فأعطاهم السلطان مركبا فركبوا فيه، وتحفزوا لمراكب التجار النصارى، وأتوا بالغنائم إلى السلطان فأعطاهم الجيمع، فلما رأوا هذا أسلم جماعة منهم.
واستشهد في هذه السنة سبعة أمراء على عكا.
4 (استشهاد الأمير جمال الدين بن ألدكز)) والتقى شواني المسلمين وشواني الفرنج في البحر، وأحرقت للفرنج شواني برجالها، وأحاطت مراكب العدو بشيني مقدمة الأمير جمال الدين محمد بن ألدكز، فترامى ملاحو الشيني إلى الميناء، فقاتل جمال الدين، فعرضوا عليه الأمان فقال: ما أضع يدي إلا في يد مقدمكم الكبير.
فجاء مقدمهم اليه، فعانقه جمال الدين وماسكة وشحطه، فوقعا في البحر وغرقا معا.)
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»