تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٣١٢
وقوض ما تبقى من بصره من ألم أصحابه، وصحب الصالحين والأخيار، ومدح الخلفاء والوزراء.
وكان فصيح القول، حسن المعاني، وفيه دين وتسنن.
روى عنه: عثمان بن مقبل، والبهاء عبد الرحمن، ويوسف بن خليل، ومحمد بن سعيد الدبيثي، وعلي بن يوسف الحمامي، واخرون.
قال أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي: منع الوزير ابن هبيرة الشعراء من إنشاد الشعر بمجلسه، فكتب النميري إليه قصيدة، فكتب الوزير عليها: هذا لو كان الشعراء كلهم مثله في دينه وقوله لم يمنعوا، وإنما يقولون ما لا يحل الإقرار عليه، وهو فالصديق، وما يذكره يوقف عليه، ورسومه تزار.
قلت: وفي ديوانه عدة قصائد مدح بها المقتفي لأمر الله، فمن ذلك:
* جوى بين أثناء الحشاء ما يزايله * ودمع إذا كفكفته لج هاملة * * يضيق لبعد النازلين على الشرى * بمرفض دمع العين مني مسائله * * وهل أنسين الحي من ال جندل * تجاوب ليلا بزله وصواهله * * تبوئه الثغر المخوف محله طوال * ردينياته ومناصله * * وتقتنص الأعداء جهرا رجاله * كما اقتنصت حر باز شهب أجادله) * (وكنت أرى أني صبور على النوى * فلما افترقنا غال صبري غوائله * * أفرسان قيس من نمير إذا التقنا * تولج لباه الكماة عوامله * * هل السفح من نجم المعاقل بالشرى * على العهد منكم أم تعفت منازله * * وهل ما يقضى من زمان اجتماعنا * بمردود أسحاره وأصائله * * بكم يأمن الجاني جزيرة ماضي * ويروي من الخطى في الحرب ناهله * * وأوهن طول البعد عنكم تجلدي * وغادر ليلى سرمدا متطاوله * * ولم أتخذ إلفا من الناس بعدكم * وهل يألف الإنسان من لا يشاكله * وله فيه:
* لولا القنا والصوارم الخدم * ما أقلعت عن عنادها العجم * * توهموا الملك بالعراق ومل * شارفه مسلم الحمى لهم *
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»