تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٣٥
الدين قراقوش، فما دخل القصر شيء ولا خرج إلا بمرأى منه ومسمع، ولا حصل أهل القصر بعد ذلك على صفو مشرع. فلما توفي العاضد احتيط على آل القصرفي موضع جعل برسمهم على الانفراد، وقررت لهم الكسوات والأزواد، فدامت زمانا فجمعت رجالهم، واحترز عليهم، ومنعوا من النساء لئلا يتناسلوا، وهم إلى الآن محصورون محسورون لم يظهروا. وقد نقص عددهم،) وقلص مددهم. وفرق ما في القصر من الحرائر والإماء، وأخذ ما يصلح له ولأمرائه من أخاير الذاخير، وزواهر الجواهر، ونفائس الملابس، ومحاسن العرائس، وقلائد الفرائد، والدرة اليتيمة، والياقوتة الغالية القيمة. ووصف العماد أشياء عديدة.
قال: واستمر البيع فيما بقي عشر سنين، ومن جملتها الكتب، وكانت خزانة الكتب مشتملة على نحو مائة وعشرين ألف مجلدة.
وانتقل إلى القصر الملك العادل سيف الدين أبو بكر لما ناب عن أخيه، واستمرت سكناه فيه.
وكان صلاح الدين لا يخرج من أمر نور الدين، ويعمل له عمل القوي الأمين، ويرجع إلى رأيه المتين.
(٣٥)
مفاتيح البحث: البيع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»