تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٢٧٨
المحضر أن أصلهم من الديصانية، وأنهم خوارج أدعياء. وذلك في سنة اثنتين وأربعمائة.
وقال العماد الكاتب، يصف ما جرى على ما خلفه العاضد من ولد وخدم وأمتعة، إلى أن قال: وهم الآن محصورون محسورون، ولم يظهروا، وقد نقص عددهم، وقلص مددهم.
ثم عرض من بالقصر من الجواري والعبيد فوجد أكثرهن حرائر، فأطلقهن، وفرق من بقي.
وأخذ يعني صلاح الدين كلما صلح له ولأهله وأمرائه من أخاير الذخائر، وزواهر الجواهر، ونفائس الملابس، ومحاسن العرائس، والدرة اليتيمة، والياقوتة الغالية القيمة، والمصوغات التبرية، والمصنوعات العنبرية، والأواني الفضية، والصواني الصينية، والمنسوجات المغربية، والممزوجات الذهبية، والعقود والنقود، والمنظوم والمنضود، وما لا يعد الإحصاء.) وأطلق البيع بعد ذلك في كل جديد وعتيق، وبال وأسمال، واستمر البيع فيها مدة عشر سنين، وانتقلت إلى البلاد بأيدي المسافرين.
وكتب السلطان صلاح الدين إلى وزير بغداد على يد شمس الدين محمد بن المحسن بن الحسين بن أبي المضاء البعلبكي الذي خطب أول شيء بمصر لبني العباس في أول السنة بإنشاء الفاضل كتابا، فمما فيه: قد توالت الفتوح غربا وشرقا، ويمنا وشآما، وصارت البلاد والشهر بل الدهر حرما حراما، وأضحى الدين واحدا بعدما كان أديانا.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»