تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٣٧١
قال أبو موسى: وكان رحمه الله يحفظ مع المسانيد الآثار والحكايات.
سمعته يقول يوما: ليس في الشهاب للقضاعي من الأحاديث إلا قدر خمسين حديثا، أو نحو ذلك.
قال أبو موسى: وقد قرأ عدة ختمات بقراءآت على جماعة، وأما علم التفسير، والمعنى، والإعراب، فقد صنف فيه كتابا بالعربية وبالفارسية وأما علم الفقه فقد شهر فتاويه في البلد والرساتيق، بحيث لم ينكر أحد شيئا من فتاويه في المذهب، وأصول الدين، والسنة.
وكان يجيد النحو.
وله في النحو يد بيضاء.
صنف كتاب إعراب القرآن.
ثم قال: أنا أبو سعد محمد بن عبد الواحد، نا أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي بهمذان: ثنا الإمام الكبير، بديع وقته، وقريع دهره، أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، فذكر حديثا.) سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد يوما، وقلت له: أليس قد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: استوى قعد قال: نعم.
قلت له: يقول إسحاق بن راهويه: إنما يوصف بالقعود من عمل القيام.
فقال: لا أدري أيش يقول إسحاق.
وسمعته يقول: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب.
قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قل من إمام إلا وله زلة فإذا ترك ذلك الإمام لأجل زلته ترك الكثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل.
وكان من شدة تمسكه بالسنة، وتعظيمه للحديث، وتحرزه من العدول عنه، ما تكلم فيه من حديث نعيم بن حماد الذي رواه بإسناد في النزول بالذات.
وكان من اعتقاد الإمام إسماعيل أن نزول الله تعالى بالذات.
وهو مشهور من مذهبه، قد كتبه في فتاوى عدة، وأملى فيه أمالي، إلا أنه كان يقول: وعلى بعض رواته مطعن.
سمعت محمد بن محمش: سمعت الإمام أبا مسعود يقول: ربما كنا
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»