تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٣٧٠
إسماعيل بن محمد الحافظ أبو القاسم، حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، قليل الكلام، ليس في وقته مثله.
وقال أبو مسعود عبد الجليل بن محمد كوتاه: سمعت أئمة بغداد يقولون: ما رحل إلى بغداد بعد أحمد بن حنبل أفضل وأحفظ من الشيخ الإمام إسماعيل.
قال أبو موسى: إن الدليل على أنه إمام المائة الخامسة الذي أحيا الله به الدين.) قال: لا أعلم أحدا في ديار الإسلام يصلح لتأويل هذا الحديث إلا هذا الإمام.
قلت: تكلف أبو موسى في هذا الكتاب تكلفا زائدا، وجعل أبا القاسم على رأس الخمسمائة، وإنما كان اشتهاره من العشرين وخمسمائة ونحوها، وإلى أن مات.
هذا إذا سلم له أنه أجل أهل زمانه في العلم.
وقال أيضا: فإن اعترض معترض بقول أحمد: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث برجل من أهل بيتي.
قيل له: لم يرد أن يكون من بني هاشم أو بني المطلب.
قلت: لم يقل أحد هذا أصلا، ولا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالاعتراض باطل.
ثم إنه أخذ يتكلف عن هذا، وقال: كتبت أنه صلى الله عليه وسلم أراد من قريش.
وهذا الإمام الذي تأولته على الحديث من قريش من أولاد طلحة بن عبيد الله من جهة الأم.
ثم شرع ينتصر بأن ابن أخت القوم منهم.
وهذا يدل على أن إمامنا قرشي.
وعن أبي القاسم إسماعيل قال: ما رأيت في عمري أحدا يحفظ حفظي.
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»