تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ١٠٤
لما دفنوا أبا عامر العبدري: خلا لك الجو فبيضي واصفري مات أبو عامر حافظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن شاء فليقل ما شاء.
وقال ابن عساكر: كان فقيها على مذهب داود، وكان أحفظ شيخ لقيته ذكر أنه دخل الشام في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء، وسمعت أبا عامر وقد جرى ذكر مالك، فقال: جلف جاف، ضرب هشام بن عمار بالدرة.
وقرأت عليه الأموال لأبي عبيد، فقال، وقد مر قول لأبي عبيد: ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه.
وقيل لي عنه إنه قال في إبراهيم النخعي: أعور سوء.
فاجتمعنا يوما عند ابن السمرقندي في قراءة الكامل، فنقل فيه قولا عن السعدي، فقال: يكذب ابن عدي، إنما هو قول إبراهيم الجوزجاني.
فقلت له: فهو السعدي فإلى كم نحتمل منك سوء الأدب.
تقول في إبراهيم النخعي كذا، وتقول في مالك كذا، وفي أبي عبيد كذا فغضب وأخذته الرعدة وقال: كان ابن الخاضبة والبرداني وغيرهما يخافوني، فآل الأمر إلى أن تقول في هذا.
قال له ابن السمرقندي: هذا بذاك.
فقلت: إنما نحترمك ما احترمت الأئمة.
فقال: والله قد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدم،
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»