تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٣ - الصفحة ٣٢٢
وبالحجاز: أبا القاسم سعد بن علي، وأبا علي الشافعي، وطائفة سواهم.
قال حفيده الحافظ أبو سعد: نا عنه عمي الأكبر، وعمر بن محمد السرخسي، وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشاني، ومحمد بن أبي بكر السنجي، وإسماعيل بن محمد التيمي الحافظ أبو القاسم، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبو سعد البغدادي، وجماعة كثيرة سواهم.
ودخل بغداد في سنة إحدى وستين وأربعمائة، وسمع الكثير بها. واجتمع بأبي إسحاق الشيرازي، وناظر أبا نضر بن الصباغ في مسألة.
وانتقل إلى مذهب الشافعي. وسار إلى الحجاز في البرية. وكان الركب قد انقطع لاستيلاء العرب، فقصد مكة في جماعة، فأخذوا، وأخذ جدي معهم، ووقع إلى حلل العرب، وصبر إلى أن خلصه الله، وحملوه إلى مكة، وبقي بها في صحبة الشيخ أبي القاسم الزنجاني.
وسمعت محمد بن أحمد المديني يحكي عن الحسين بن الحسن الصوفي المرزوي، عن أبي المظفر السمعاني قال: لما دخلت البادية انقطعت، وقطعت العرب علينا الطريق، وأسرنا وكنت أخرج مع جمالهم أرعاها. وما قلت لهم إني أعرف شيئا من العلم، فاتفق أن مقدم العرب أراد أن يزوج بنته من رجل، فقالوا: نحتاج أن نخرج إلى بعض البلاد، ليعقد هذا العقد العقد بعض الفقهاء. فقال واحد من المأخوذين: هذا الرجل الذي يخرج مع جمالكم إلى الصحراء فقيه خراسان. فاستدعوني، وسألوني عن أشياء، فأجبتهم، وكلمتهم بالعربية، فخجلوا واعتذروا،) وعقدت لهم العقد، وقرأت الخطبة، ففرحوا، وسألوني أن أقبل منهم شيئا، فامتنع، فحملوني إلى مكة في وسط السنة.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»