تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٣٠
إمام الحرمين أبو المعالي ابن الإمام أبي محمد الجويني، الفقيه الملقب ضياء الدين. رئيس الشافعية بنيسابور.
قال أبو سعد السمعاني: كان إمام الأئمة على الإطلاق، المجتمع على إمامته شرقا وغربا، لم تر العيون مثه.
ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة في المحرم، وتفقه على والده، فأتى على جميع مصنفاته، وتوفي أبوه وله عشرون سنة، فأقعد مكانه للتدريس، فكان يدرس ويخرج إلى مدرسة البيهقي.
وأحكم الأصول على أبي القاسم الإسفرائيني الإسكاف. وكان ينفق من ميراثه ومما يدخله من معلومه، إلى أن ظهر التعصب بين الفريقين، واضطربت الأحوال، واضطر إلى السفر عن نيسابور، فذهب إلى المعسكر، ثم إلى بغداد.
وصحب أبا نصر الكندري الوزير مدة يطوف معه، ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء،) ويناظرهم، ويحتك بهم، حتى تهذب في النظر وشاع ذكره. ثم خرج إلى الحجاز، وجاور بمكة أربع سنين، يدرس ويفتي، ويجمع طرق المذاهب، إلى أن رجع إلى بلده بنيسابور بعد مضي نوبة التعصب، فأقعد
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»