تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ١٥٨
فقام معه وحمله إليه، فخرج الشيخ أبو إسحاق إليه، واحترمه وعظمه، وبالغ.
وكان الوزير نظام الملك يثني على الشيخ أبي إسحاق ويقول: كيف لنا مع رجل لا يفرق بيني وبين بهروز الفراش في المخاطبة لما التقيت به قال: بارك الله فيك. وقال لبهروز لما صب عليه الماء: بارك الله فيك.
وقال الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني: حكى أبي قال: حضرت مع قاضي القضاة أبي الحسن الماوردي عزاء النابتي قبل سنة أربعين، فتكلم الشيخ أبو إسحاق وأجاد، فلما خرجنا قال الماوردي: ما رأيت كأبي إسحاق، لو رآه الشافعي لتجمل به.
أنا ابن الخلال، أنا جعفر، أنا السلفي قال: سألت شجاعا الذهلي، عن أبي إسحاق فقال: إمام الشافعية، والمقدم عليهم في وقته ببغداد. كان ثقة، ورعا، صالحا، عالما بمعرفة الخلاف، علما لا يشاركه فيه أحد.
أنباؤنا عن زين الأمناء: أنا الصائن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن مرزوق الزعفراني: أنشدنا أبو الحسن علي بن فضال القيرواني لنفسه في التنبيه، للإمام أبي إسحاق:
* أكتاب التنبيه ذا، أم رياض * أم لآلي فلونهن البياض * * جمع الحسن والمسائل طرا * دخلت تحت كله الأبعاض * * كل لفظ يروق من تحت معنى * جرية الماء تحته الرضراض * * قل طولا، وضاق عرضا مداه * وهو من بعد ذا الطوال العراض * * يدع العالم المسمى إماما * كفتاة أتى عليها المخاض *
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»