تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣١ - الصفحة ٩٤
دنانير فقال: هذا الذهب تصرفه في مهماتك. فقطب وجهه وقال: لا حاجة لي فيه. فقال: كأنك تستقله؟ ونفض كمه على سجادة الخطيب فنزلت الدنانير فقال: هذه ثلاثمائة دينار. فقام الخطيب خجلا محمرا وجهه وأخذ سجادته ورمى الدنانير وراح فما أنسى عز خروجه وذل ذلك العلوي وهو يلتقط الدنانير من شقوق الحصير.
وقال الحافظ ابن ناصر: حدثني أبو زكريا التبريزي اللغوي قال: دخلت دمشق فكنت أقرأ على الخطيب بحلقته بالجامع كتب الأدب المسموعة له وكنت أسكن منارة الجامع فصعد إلي وقال: أحببت أن أزورك في بيتك. فتحدثنا ساعة ثم أخرج ورقة وقال: الهدية مستحبة اشتر بهذا أقلاما و نهض].
قال: فإذا هي خمسة دنانير مصرية. ثم إنه صعد مرة أخرى ووضع نحوا من ذلك. وكان إذا قرأ الحديث في جامع دمشق يسمع صوته في آخر الجامع.
وكان يقرأ معربا صحيحا.
وقال أبو سعد: سمعت على ستة عشر نفسا من أصحابه سمعوا منه سوى نصر الله المصيصي فإنه سمع منه بصور وسوى يحيى بن علي الخطيب سمع منه بالأنبار.
وقرأت بخط والدي: سمعت أبا محمد بن الأبنوسي يقول: سمعت الخطيب يقول: كلما ذكرت في التاريخ عن رجل اختلف فيه أقاويل الناس في الجرح والتعديل فالتعويل على ما أخرت ذكره من ذلك وختمت به الترجمة.
وقال ابن شافع في تاريخه: خرج الخطيب إلى الشام في صفر سنة
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»