وقال غيره: نقل إلى إسفراين ودفن بمشهده بها. وقال عبد الغافر: أن أبو إسحاق طراز ناحية المشرق، فضلا عن نيسابور وناحيته. ثم كان من المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع. انتخب عليه أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته.
وخرج عليه أحمد بن علي الحافظ الرازي ألف حديث. وعقد له مجلس الإملاء بعد ابن محمش. وكان ثقة، ثبتا في الحديث. قال أبو القاسم بن عساكر: حكى لي من أثق به أن الصاحب بن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر ابن الباقلاني، وابن فورك، والإسفرايئتي، وكانوا متعاصرين من أصحاب أبي الحسن الأشعري، قال لأصحابه: ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك صل مطرق، والإسفرائيني نار تحترق.
وقال الحاكم في تاريخه: أبو إسحاق الإسفرائيني الفقيه الأوصولي المتكلم، المتقدم في هذه العلوم. انصرف من العراق وقد قرأ له العلماء بالتقدم إلى أن قال: وبني له بنيسابور المدرسة التي لم يبن بنيسابور قبلها مثلها. فدرس فيها.
وقال غيره: كان أبو إسحاق يقول: إن كل مجتهد مصيب أوله سفسطة، وآخر زندقة.