تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٦٣
4 (احداث سنة تسع عشرة وأربعمائة:)) احتجاج الغلمان والإسفهسلارية على جلال الدولة: في المحرم اجتمع الغلمان وأكابر) الإسفهسلارية وتحالفوا على اتفاق الكلمة، وبرزوا الخيم. ثم أنفذوا إلى الخليفة يقولون: نحن عبيد أمير المؤمنين، وهذا الملك متوفر على لذاته لا يقوم بأمورنا، ونريد أن تأمره أن يصير إلى البصرة وينفذ ولده نائبا له. فأجيبوا.
فأنفذ السلطان أبا الحسن الزيني، وأبا القاسم المرتضى برسالة فاعتذر.
فقالوا: تعجل ما وعدنا به. فأخرج من المصاغ والفضة أكثر من مائة ألف درهم، فلم ترضيهم. ثم بكروا فنهبوا دار الوزير أبي علي بن ماكولا، وعظمت الفتنة وزالت الهيبة، ونهبوا بعض العوام، ووكلوا جماعة بدار السلطنة ومنعوا من دخول الطعام والماء. فضاق الأمر على من فيها حتى أكلوا ما في البستان وشربوا ما في الآبار.
فخرج جلال الدولة، ودعا الموكلين بالأبواب، فلم يجيبوه، فكتب ورقة: إني راجع عن كل ما أنكرتموه. فقالوا: لو أعطيتنا مال بغداد لم تصلح لنا. فقال: أكرهتموني، فمكنوني من الانحدار. فاتبع له زبزب شعث، فقال: يكون نزولي بالليل. قالوا: لا، بل الساعة.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 266 267 268 269 ... » »»