تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٥٠٧
الصوفي، شيخ إقليم فارس.
حدث عن: حماد بن مدرك، والنعمان بن أحمد الواسطي، ومحمد بن جعفر التمار، والحسين المحاملي، وجماعة.
وعنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، والحسن بن حفص الأندلسي، وإبراهيم بن الخضر الشياح، ومحمد بن عبد الله بن باكويه، وأبو بكر بن الباقلاني المتكلم.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: أقام بشيراز، وكانت أمه بنيسابور، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزمان، لم يبق للقوم أقدم منه سنا. ولا أتم حالا، صحب رويم بن أحمد، وأبا العباس ابن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلاج، وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظاهر، متمسك) بالكتاب والسنة، فقيه على مذهب الشافعي، فمن كلامه قال: ما سمعت شيئا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا واستعملته، حتى الصلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة.
قال السلمي: قال أحمد بن يحيى الشيرازي: ما أرى التصوف إلا يختم به. وكان أبو عبد الله من أولاد الأمراء، فتزهد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخرق من المزابل، وأغلسه، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهرا أفطر كل ليلة على كف باقلاء، فاقتصدت، فخرج من عرقي شبيه ماء اللحم، فتحير الفاصد وقال: ما رأيت جسدا بلا دم إلا هذا.
وقال ابن باكويه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»