تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٥٠٩
قاسم الإصطخري عن الأشعري فقال: كنت مرة بالبصرة جالسا مع عمرو بن علوية على ساجة في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعري قد عبر وسلم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المغزى، فأحب أن تعيدوها علي.
قلت: وفي أبو نعيم الحافظ شيء كنا قال: في سؤال إبراهيم عليه السلام أرني كيف تحيي الموتى وسؤال موسى أرني أنظر إليك. فقلت: نعم. قلت: إن سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلا أن سؤال إبراهيم سؤال متمكن، وسؤال موسى سؤال صاحب غلبة وهيجان، فكان تصريحا، وكان سؤال إبراهيم تعريضا، وذلك أنه قال: أرني كيف تحيي الموتى، فأراه كيف المحيي ولم يره كيف الإحياء، لأن الإحياء صفة والمحيي قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلا أنه قال في الآخر: واعلم أن الله عزيز حكيم.
ثم إني مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجبت من حسن كلامه حين أجابهم.
قال أبو العباس الفسوي: صنف شيخنا ابن خفيف من الكتب ما لم يصنفه أحد، وانتفع به جماعة صاروا أئمة يقتدى بهم، وعمر حتى عم نفعه البلدان.
وقال أبو الفتح عبد الرحمن بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول: سألنا يوما القاضي أبو العباس بن شريح بشيراز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبة الله فرض أو لا قلنا
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 515 ... » »»