فأبوا، وترددت بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كل واحد منهما للآخر على التصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليعزي أبا نصر فقبل أبو نصر الأرض غير مرة، ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرواق، وأمر فخلع على أبي نصر سبع خلع، طاقية أعلاها سوداء وعمامة سوداء وفي عنقه طوق كبير، وفي يديه سواران، ومشي الحجاب بين يديه بالسيوف، فلما حصل بين يدي الطائع) قبل الأرض ثم جلس على كرسي، وقرأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز حاجب النعمان كاتب أمير المؤمنين عهده، وقدم إلى الطائع لله لواءه، فعقده، ولقبه بهاء الدولة وضياء الملة. وأقر الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة وخلع عليه.
وكان بهاء الدولة من رجال بني بويه رأيا وهيبة وجلالا وعقلا.
وتمالي الأتراك بفارس وتجمعوا، وأخرجوا صمصام الدولة من معتقله.
وقد قيل إنه كحل، فالله أعلم بصحة ذلك.
قال أبو النصر العتبي: حمله مملوك سعادة على عاتقه وانحدر به، فملك فارس وما والاها، ومنع أموالها فجباها، ثم تنكر الذين معه وقدموا ابن أخيه أبا علي، ولقبوه شمس الدولة فنهض صمصام الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فجلوا صاغرين إلى بغداد، وتحرك بهاء الدولة، وأهمه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحرب، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمر يطول شرحها، ثم حاربه السالار بختيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحن الغائرة، فكان عقابها أن أجلت عنه قتيلا، وتذمر بهاء الدولة من الطائفة المتخاذلة عليه.
وجهز عسكر لقتال الأكراد.