4 (أحداث سنة سبع وسبعين وثلاثمائة)) كان العزيز صاحب مصر قد تأهب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتهم منها ناسا، وقتل مائتي نفس.
فلما دخلت سنة سبع وصلت رسل ملك الروم في البحر إلى ساحل القدس بتقادم للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطا شديدة التزموا بها كلها، منها أنهم يحلفون أنه لا يبقى في مملكتهم أسير إلا أطلقوه، وأن يخطب للعزيز في جامع القسطنطينية كل جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كل سنة ما اقترحه عليهم، ثم ردهم بعقد الهدنة، فكانت سبع سنين.
وفيها ورد الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقاه الأمراء والأعيان، فلما قارب بغداد تلقاه السلطان شرف الدولة بالشفيعي، ودخل في سادس المحرم في صحبة خزانة عظيمة، منها عشرون ألف ألف درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخير وإيثار العدل، وكان إذا سمع