تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ١٤٦
الفياض الكاتب، وأبي الحسن على الشمشاطي، قد اختار من مدائح الشعراء في سيف الدولة عشرة آلاف بيت.
ملك مدينة حلب سنة ثلاث وثلاثين، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابي نائب الإخشيد، وكان) قبلها قد استولى واسط ونواحيها، وتقلبت به الأحوال، وملك دمشق أيضا، وكثيرا من بلاد الشام والجزيرة، وجرت له حروب، وذلك أنه توجه من حلب إلى حمص فلقيه جيش الإخشيد وعليهم كافور الإخشيذي المتوفى أيضا في هذه السنة، فكان الظفر لسيف الدولة، وجاء فنازل دمشق فلم يفتحوا له، فرجع، وكان الإخشيذ قد خرج بالجيوش من مصر، فالتقى هو وهو بنواحي قنسرين، فلما ظفر أحدهما بالآخر، تقهقر سيف الدولة إلى الجزيرة، ورد الإخشيذ إلى دمشق، ثم رد سيف الدولة فدخل حلب، ومات الإخشيذ بدمشق في آخر سنة أربع وثلاثين، وسار كافور بالعساكر إلى مصر، فقصد سيف الدولة دمشق وملكها وأقام بها، فذكروا أنه كان يساير الشريف العقيقي فقال: ما تصلح هذه الغوطة إلا لرجل واحد، فقال له العقيقي: هي لأقوام كثير لئن أخذتها القوانين ليتبرأون منها، فأعلم العقيقي أهل دمشق بهذا القول، فكاتبوا كافور فجاءهم وأخرجوا سيف الدولة بعد سنة، ودخلها كافور.
ولد سيف الدولة سنة إحدى، ويقال سنة ثلاث وثلاثمائة، ومدحه الخالديان بقصيدة أولها:
* تصد ودارها صدد * وتوعده ولا تعد * * وقد قتلته ظالمة * ولا عقل ولا قود * * بوجه كله قمر * وسائر جسمه أسد * وكان موصوفا بالشجاعة، له غزوات مشهورة مع الروم، وكان مثاغرا لهم، ومن شعره:
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»