تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ١٨٦
ومن كلامه: أخسر الخاسرين من أبرز للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد. وقال السلمي: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الرازي: سمعت ابن الأعرابي يقول: إن الله طيب الدنيا للعارفين بالخروج منها، وطيب الجنة لأهلها بالخلود فيها. وسمعته يقول: ثبت الوعد والوعيد عن الله تعالى، فإذا كان الوعد قبل الوعيد فالوعيد تهديد، وإذا كان الوعيد قبل الوعد فالوعيد منسوخ. وإذا كان معا، فالغلبة والثبات للوعد، لأن الوعد حق العبد، والوعيد حق الله عز وجل والكريم يتغافل عن حقه. وقال السلمي: سمعت محمد بن الحسن الخشاب: سمعت ابن الأعرابي يقول: المعرفة كلها الاعتراف بالجهل، والتصوف كله ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلها استعمال الأولى بالأولى، والرضا كله ترك الاعتراض، والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف.
وذكر أبو عمر الطلمنكي، عن شيخه أبي عبد الرحمن بن مفرج قال: لقيت بمكة أبا سعيد ابن) الأعرابي المعنزي، وتوفي يوم السابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربعين، وصلينا عليه.
ومولده سنة ست وأربعين ومائتين. وقال عبد الله بن يوسف بن بامويه: حضرت موته في ذي القعدة سنة أربعين. آخر من روى لنا حديث ابن الأعرابي بعلو: محمد بن أبي العز في الخليعات.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»