تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ١٨٥
وعبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي. وجمع وصنف وطال عمره.) روى عنه: أبو بكر المقرئ، وابن مندة، عبد الله بن يوسف، وعبد الله بن ممد القطان الدمشقي، ومحمد بن أحمد بن جميع، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بن مفرج القرطبي، وعبد الوهاب بن منير، وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، وصدقة بن محمد بن الدلم الدمشقي، وخلق كثير من الحجاج. وكان شيخ الحرم في وقته سندا وعلما وزهدا وعبادة وتسليكا. فإنه صحب الجنيد، وعمرو بن عثمان المكي، وأبا أحمد القلانسي، وأبا الحسين النوري. وجمع كتابطبقات النساك، وكتابتاريخ البصرة. وما أحسن ما قال فيطبقات النساك في ترجمة النوري أنه مات وهم عنده يتكلمون في شيء سكوتهم عنه أولى، لأنه شيء يتكهنون فيه ويتعسفون بظنونهم. فإذا كان أولئك كذلك، فكيف بمن حدث بعدهم إلى أن قال ابن الأعرابي: وإنما كانوا يقولون جمع، وصورة الجمع عند كل واحد بخلافها عند الآخر. وكذلك صعدة الفناء. فكانوا يتفقون في الأسماء ويختلفون في معناها. لأن ما تحت الاسم غير محصور، لأنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور، ولا نهاية له، ولا لوجوده، ولا لذوقه. إلى أن قال: فإذا سمعت الرجل يسأل عن الجمع أو الفناء أو يجيب فيهما، فاعلم أنه فارغ ليس من أهلها. لأن أهلها لا يسألون عنها، لعلمهم بأنها لا تدرك وصفا. وكذلك المجيب فيها إن كان من أهلها علم أن السائل عنها ليس من أهلها، فمحال إجابته، كما هو محال سؤال من أهلها. فإذا رأيت سائلا عن ذلك فاعلم فراغه وعاميته. قلت: وصنف في شرف الفقر، وفي التصوف. وكان ثقة ثبتا.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»