تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ١١٢
أبو بكر الفرغاني التركي، صاحب مصر. روى عن: عمه بدر بن جف. حكى عنه: عبد الله بن أحمد الفرغاني. ولي ديار مصر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ولقب بلإخشيد. ثم ولي دمشق من قبل الراضي بالله سنة ثلاث وعشرين، مضافا إلى مصر. الإخشيد بلسان الفرغانيين ملك الملوك. وطغج يعني عبد الرحمن. وأصله من أولاد ملوك فرغانة. وجف من الترك الذين حملوا إلى المعتصم فبالغ في إكرامه وتوفي جف سنة. فاتصل ابنه طغج بابن طولون صاحب مصر، وترقت به الحال، وصار من أكبر القواد. فلما قتل خمارويه بن أحمد بن طولون، سار طغج إلى الخليفة المكتفي فأكرم مورده. ثم بدا منه تكبر على الوزير، فحبس هو وابنه هذا فمات طغج في الحبس، وبعد مدة أخرج محمد من السجن، وجرت له أمور يطول ذكرها. وكان ملكا شجاعا حازما حسن التدبير، متيقظا في حروبه، مكرما للجند، شديد البطش، لا يكاد أحد يجر قوسه، وله هيبة عظيمة. وبلغ عدة مماليكه ثمانية آلاف مملوك، وعدة جيوشه أربعمائة ألف فيما قيل. وقيل: بل عاش ستين سنة، وله أولاد ملكوا. وهو أستاذ كافور الإخشيدي الذي تملك. توفي الإخشيد بدمشق في ذي الحجة عن سنة ونقل فدفن ببيت المقدس. ومولده ببغداد.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»