اسمه دلف بن جحدر، وقيل جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دلف، وقيل غير ذلك. أصله من الشبلية، وهي قرية، ومولده بسر من رأى. ولي خاله إمرة الإسكندرية، وولي أبوه حجابة الحجاب، وولي هو حجابة الموفق. فلما عزل الموفق من ولاية العهد، حضر الشبلي يوما مجلس خير النساج وتاب فيه، وصحب الجنيد ومن في عصره. وصار أوحد الوقت حالا وقالا، في حال صحوه لا في حال غيبته. وكان فقيها، مالكي المذهب. وسمع الحديث. حكى عنه: محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بن عبد الله الهروي، ومحمد بن الحسن البغدادي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي، ومحمد ابن أحمد الغساني، وجماعة. وله كلام مشهور، وفي الكتب مسطور. فعن الشبلي في قوله تعالى: لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا. قال: لو اطلعت على الكل لوليت منهم فرارا إلينا.
وقال مرة: آه. فقيل: من أي شيء قال: من كل شيء. وقيل: إن ابن مجاهد قال للشبلي: اين في العلم إفساد ما ينتفع به قال له: فأين قوله: فطفق مسحا بالسوق والأعناق ولكن أين معك يا مقرئ القرآن. إن المحب لا يعذب حبيبه. فسكت.