تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٤٤
قل له: أنت تعلم أني صنيعك، وأنك استحجبتني لمولاي، ومن حقوقك أن أنصحك. قل له: انصرف ولا تدخل.
فعدت فأخبرته، فاضطرب وقال لابن غيث النصراني، وكان معه في السميرية: ما ترى فقال له: يا سيدي ذكي عاقل، وهو لك صنيعه، وما قال هذا إلا وقد أحس بشيء، فأرجع.) فسكت ثم قال: هذا محال، وهذه عصبية منه لابن رائق. وهذه رقاع الخليفة عندي بخطه، يحلف لي فيها بالأيمان الغليظة كيف يخفرني. ارجع وقل له يستأذن.
فرجعت فأعلمته، فحرك رأسه وقال: ويحك يتهمني قل له: والله لا استأذنت لك أبدا، ولا كلن هذا الأمر بمعاونتي عليك.
فجئت فحدثته، فقام في نفسه أن هذا عصبية من ذكي لابن رائق وقال: لو عدلنا إلى باب المطبخ.
فعدلنا له وقال: اصعد واستدع لي فلانا الخادم. فأتيته، فعدا مسرعا يستأذن له، فجئته فأخبرته فقال: ارجع وقف في موضعك لئلا يخرج فلا يجدك.
فرجعت فخرج إلي وجاء معي إلى السميرية، وسلم عليه، ولم يقبل يده وقال: قم يا سيدي.
فأنكر ذلك ابن مقلة وقال لي سرا: ويحك ما هذا قلت: ما قال لك ذكي.
قال: فما نعمل قلت: فات الرأي.
فأخذ يكرر الدعاء والاستخارة، وقال: إن طلعت الشمس ولم تروا لي خبرا فانجوا بأنفسكم.
قال: ومضى، وغلق الخادم الباب غلقا استربت منه. ووقفنا إلى أن كادت الشمس أن تطلع فقلنا: في أي شيء وقوفنا، والله لا خرج الله بنا أبدا. فانصرفنا وكان آخر العهد به.
فلما بلغنا منازلنا قيل: قد قبض على ابن مقلة، وقطعت يده من يومه بحضرة الملأ من الناس.
وقال إبراهيم بن الحسن الديناري: سمعت الحسن ابن الوزير ابن مقلة
(٢٤٤)
مفاتيح البحث: إبراهيم بن الحسن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»