تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٤ - الصفحة ٢٣٩
قال: لعلك تعني الحجاجي الأزرق؟ قلت: بلى.
قال: ما جاءنا من خراسان أفقه منه.
سمعت أبا العباس الزاهد يقول: كان أبو علي الثقفي في عصره حجة الله على خلقه.
سمعت أبا بكر الصبغي يقول: ما عرفنا الجدل والنظر حتى ورد أبو علي الثقفي من العراق.
وقال السلمي، لقي أبو علي أبا حفص النيسابوري حمدون القصار.
قال: وكان إماما في أكثر علوم الشرع، مقدما في كل فن منه. عطل أكثر علومه واشتغل بعلم الصوفية، وقعد وتكلم عليهم أحسن الكلام في عيوب النفس وآفات الأفعال. ومع علمه وكماله خالف الإمام ابن خزيمة في مسائل منها: مسألة التوفيق والخذلان، ومسألة الإيمان، ومسألة اللفظ بالقرآن. فألزم البيت. ولم يخرج منه إلى أن مات، وأصابه في ذلك الجلوس محن.
قال السلمي: وكان يقول: يا من باع كل شيء بلا شيء، واشترى لا شيء بكل شيء.
وقال: أف من أشغال الدنيا إذا أقبلت، وأف من حسراتها إذا أدبرت. العاقل لا يركن إلى شيء، إن أقبل كان شغلا، وإن أدبر كان حسرة.
وقال أبو بكر الرازي: سمعت أبا علي يقول: هو ذا أنظر إلى طريق نجاتي مثل ما أنظر إلى) الشمس، وليس أخطو خطوة.
وكان أبو علي كثيرا ما يتكلم في رؤية عيب الأفعال. محمد بن علي بن الحسن بن مقلة.
أبو علي الوزير، صاحب الخط المنسوب.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»