تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٠٣
الحربي من مجلس لغة أو نحو من خمسين سنة.
قال الخطيب: أنا محمد بن جعفر بن غيلان: أنا عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح الطوماري قال: جئت إلى إبراهيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت به إليه فقلت: فاتني هذا.
قال: ضعه على رأسك. ففعلت، وكان إلى جنبه محمد بن خلف وكيع، فقال له: يا سيدي، هذا من ولد ابن جريج. فأدناني ثم قال: أنا محمد بن منصور، أنا عفان، ثم قال لوكيع: لو قلت لك: نا عفان من أين كنت تعلم فقال رجل: يا أبا إسحاق، لو قلت فيما لم تسمع: سمعت، ما حول الله هذه الوجوه إليك.
قال محمد بن أيوب العكبري: سمعت الحربي يقول: ما تروحت ولا روحت قط، ولا أكلت من شيء في يوم مرتين.
قال أبو الحسن بن شمعون: قال أحمد بن سليمان القطيعي: أضقت إضاقة، فأتيت إبراهيم لأبثه، فقال لي: لا يضيق صدرك، فإن الله من وراء المعونة، فإني أضقت مرة حتى انتهى أمري إلى الإضافة إلى عدم عيالي قوتهم. فقالت الزوجة: هب أني وإياك نصبر، فكيف بالصبيين هات شيئا من كتبك نبيعه أو نرهنه، فضننت بذلك، وقلت: أقترض غدا. فلما كان الليل دق الباب فقلت: من ذا قال: رجل من الجيران، أطفيء السراج حتى أدخل. فكببت شيئا) على السراج، فدخل وترك شيئا، فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل، وكاغد فيه خمسمائة درهم. فأنبهنا الصغار وأكلوا.
ثم من الغد، إذا جمال يقود جملين، عليهما حملين ورقا، وهو يسأل
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»