تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٣٦
وقال عز وجل: الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان فأخبر أن القرآن من علمه.
وقال تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير. ووقال: ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك، وما أنت بتابع قبلتهم، وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن آتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك لمن الظالمين. وقال تعالى: وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن آتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق. فلقرآن من علم الله. وفي هذه الآيات دليل على الذي جاءه هو القرآن، لقوله: ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم.) وقد روي عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق. وهو الذي أذهب إليه. لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا، إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.
قلت: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده. وأما غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصطخري ففيها نظر. والله أعلم.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»