تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٣٤
وروي عن ابن مسعود أنه قال: جردوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز وجل.
وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله، فضعوه مواضعه.
وقال رجل لحسن البصري: يا أبا سعيد، إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي.
فقال: إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير، فآعمل وأبشر.
وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارا لخباب، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هناه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما يحمل أهل الأهواء على هذا قال: الخصومات.
وقال معاوية بن قرد وكان أبوه ممن أتى النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الخصومات فإنما تحبط الأعمال.
وقال أبو قلابة وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجالسوا أهل الأهواء، وقال: أصحاب الخصومات، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.
ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث قال: لا.) قالا: فنقرأ عليك آية قال: لا، لتقومان عني أو لأقومنه. فقاما.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»