تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٥٣
قال: فرفع إلى العثماني فحبسه، وعزم على قتله، ونصبت خشبته خارج الحرم. وبلغ وكيعا وهو محبوس.
قال الحارث بن صديق: فدخلت عليه لما بلغني، وقد سبق إليه الخبر.
قال: وكان بينه وبين سفيان بن عيينة يومئذ تباعد فقال: ما أرانا إلا قد اضطررنا إلى هذا الرجل واحتجنا إليه، يعني سفيان.
فقلت: دع هذا عنك، فإن لم يدرك قتلت.
فأرسل إليه وفزع إليه. فدخل سفيان على العثماني فكلمه فيه. والعثماني يأبى عليه، فقال له سفيان: إني لك ناصح. إن هذا رجل من أهل العلم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فتشخص لمناظرتهم.
قال: فعمل فيه كلام سفيان، وأمر بإطلاقه. فرجعت إلى وكيع فأخبرته. وأخرج، فركب حمارا، وحملناه ومتاعه، فسافر.
فدخلت على العثماني من الغد وقلت: الحمد لله الذي لم تبل بهذا الرجل، وسلمك الله.
قال: يا حارث ما ندمت على شيء ندامتي على تخيلته. خطر ببالي هذه الليلة حديث جابر بن عبد الله قال: حولت أبي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رطابا يثبتون، لم يتغير منهم شيء.
قال الفسوي: فسمعت سعيد بن منصور يقول: كنا بالمدينة، فكتب أهل مكة، إلى أهل المدينة بالذي كان من وكيع، وقالوا: إذا قدم عليكم فلا تتكلوا على الوالي، وارجموه حتى تقتلوه.
قال: ففرضوا علي ذلك، وبلغنا الذي هم عليه. فبعثنا بريدا إلى وكيع
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»