تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ١٥٩
قال محمد بن الفضيل البلخي: سمعت حاتما السقطي: سمعت ابن المبارك يقول: أبو مطيع له المنة على جميع أهل الدنيا.
قلت: حاتم لا يعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنه يطلق مثل هذه العبارة.
قال محمد بن الفضيل البلخي: وقال حاتم: قال مالك بن أنس لرجل: من أين أنت قال: من بلخ.
قال: قاضيكم أبو مطيع إنه قام مقام الأنبياء.
قال محمد بن الفضيل: سمعت عبد الله بن محمد العابد يقول: جاء كتاب، يعني من الخلافة، وفيه لولي العهد: وآتيناه الحكم صبيا ليقرأ على الناس.
فسمع أبو مطيع فدخل على الوالي وقال: بلغ من خطر الدنيا أنا نكفر بسببها. وكرر هذا مرارا حتى أبكى الأمير وقال له: إني معك ولكن لا أجتريء بالكلام، فتكلم وكن مني آمنا.
وكان أبو مطيع قاضيا فذهب الناس إلى الجمعة. وذهب أبو معاذ متقلدا سيفا. وأخر يوم الجمعة، فارتقى أبو مجيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين بلغ من خطر الدنيا أن تجر إلى الكفر. من قال وآتيناه الحكم صبيا لغير يحيى بن زكريا فهو كافر.
قال: فرج أهل المسجد بالبكاء وهر اللذان أتيا بالكتاب.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»