تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ١٧١
وجرى بحضرة عيسى بن يونس في المذاكرة: من رجل الآمة فقال: رجل الأمة شريك.
قال يعقوب بن شيبة: دعا المنصور شريكا فقال: إني أريد أن أوليك قضاء الكوفة.
فقال: اعفني يا أمير المؤمنين.
قال: لست أعفيك.
قال: فأنصرف يومي هذا وأعود، فيرى أمير المؤمنين رأيه.
قال: تريد أن تتغيب، ولئن فعلت لأقدمن على خمسين من قومك بما تكره.
فولاه القضاء، فبقي إلى أيام المهدي، فأقره المهدي، ثم عزله.
قال: وكان شريك مأمونا، ثقة، كثير الحديث، أنكر عليه الغلط والخطأ.
قال عيسى بن يونس: ومن يفلت من الخطأ والتصحيف. ربما رأيت شريكا يخطئ ويصحف حتى) أستحي.
وقال يحيى القطان: أملى علي شريك فإذا هو لا يدري.
يعقوب بن شيبة: ثنا سليمان بن منصور، نا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: قلت لمحمد بن الحسن: أما ترى كثرة قول الناس في شريك يعني في حمده مع كثرة خطأه وخطله.
قال: أسكت ويلك، أهل الكوفة كلهم معه. يتعصب للعرب فهم معه، ويتشيع لهؤلاء الموالي الحمقى، فهم معه.
قال عيسى بن يونس: ما رأيت في أصحابنا أشد تقشفا من شريك. وربما رأيته يأخذ شأته يذهب بها إلى التياس، وربما حزرت ثوبيه قبل أن يلي القضاء
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»